توصلت حركتي فتح وحماس في محافظات غزة إلى اتفاق على وثيقة وفاق رياضي شامل، يعود من خلالها النشاط الرياضي والبطولات إلى الملاعب والساحات خلال أيام قليلة.
وأكد وليد أيوب الذي كان على رأس الشخصيات التي عملت على توصل الطرفين إلى هذا الاتفاق، على أن التوقيع على الوثيقة سيكون يوم غدٍ /الأربعاء/ في مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بملعب اليرموك بغزة.
وأشار إلى أن جميع من عمل على التوصل إلى هذا الاتفاق، مدعوون لحضور مراسم التوقيع عليه، إيذاناً بانطلاق العمل على تنفيذ الاتفاق وبنوده، وبالتالي فتح الطريق أمام النشاط الرياضي للعودة بشكل طبيعي كما كان عليه في السابق.
وأوضح أيوب أن الأمر الآن متعلق بآلية تنفيذ الوثيقة وبنودها بشكل سلس، مشيراً إلى أن الطرفين قطعا شوطاً طويلاً على طريق إعادة النشاط الرياضي، وأنه لم يتبق إلا التنفيذ والإشراف على التنفيذ والتأكد من سيره بشكل منطقي.
وأعربت الأوساط الرياضية الغزية عن سعادتها بتوصل حركتي فتح وحماس لاتفاق حول الخلافات الرياضية، وأكدت على ضرورة التزام الطرفين بما تم التوصل إليه والتوقيع عليه، من أجل مصلحة الرياضة الفلسطينية.
وكانت الأمور تأزمت في أعقاب الأحداث التي شهدتها غزة بعد الرابع عشر من يونيو 2007، من حيث تأثر الحركة الرياضية بالخلافات السياسية والحزبية التي وقعت بين الحركتين.
وزادت الأمور تعقيداً في أعقاب إصدار وزير الشباب والرياضة قراراً بمنع إجراء انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في العاشر من مايو الماضي، في وقت حضر فيه مندوب الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومنذ ذلك الحين وكرة القدم تمر في أزمة كبيرة بسبب عدم وجود اتحاد مُنتخب، في وقت يقف فيه إبراهيم أبو سليم، نائب رئيس الاتحاد وحيداً على الساحة.
وتضمنت وثيقة الوفاق الرياضي الكثير من النقاط والمواضيع المُتفق عليها، لعل أبرزها ما يتعلق بإجراء انتخابات للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بتوافق واضح حول عدد المقاعد، بحيث تحصل حركة فتح على خمسة مقاعد وحماس على مقعدين.
ولم يكن موضوع الأندية التي تم الاستيلاء عليها من قبل حركة حماس، أقل أهمية من موضوع اتحاد كرة القدم، لا سيما وأن قضية الأندية هي ما فاقم الأزمة منذ بدايتها، حيث تم الاتفاق على إعادة جميع الأندية التي تم الاستيلاء عليها إلى مجال إداراتها المنتخبة، مع ضم أعضاء جُدد إلى مجلس الإدارة المكون من (9) أعضاء، يتم تقاسمها بين الحركتين، وهو ما ينطبق أيضاً على الأندية التي تم حل مجالس إداراتها وتشكيل لجان مؤقتة لإدارتها.
وتم الاتفاق على تحديد ولاية مجالس الإدارة المُتفق عليها لمدة عام واحد، تمارس خلالها الهيئة الإدارية صلاحياتها وفق القوانين المعمول بها، على أن تقوم بالتحضير إجراء انتخابات للمجلس بعد انقضاء العام.
كما وتنص الوثيقة على تشكيل لجنة لدراسة ومناقشة قانون الأندية المُقترح من قبل وزارة الشباب والرياضة، من أجل أن يكون نظاماً يضمن سير العمل في الأندية بشكل رياضي مهني بعيداً عن التدخل السياسي أو الحزبي الخارجي في شؤون الأندية.
كما ونصت الوثيقة على تسوية القضايا الخلافية بين الأندية والبلديات التي تتبع لها الأندية ومرافقها، وهذا ما يتعلق بناديي شباب واتحاد خانيونس، إلى جانب الاتفاق على إعادة كل ما تم سحبه من الأندية من أثاث وأدوات.
كما وتضمن الاتفاق العديد من البنود المتعلقة بالأندية الجديدة وموضوع حصولها على عضوية عاملة في الاتحادات الرياضية المختلفة، ناهيك عن فتح جميع الملاعب والصلات أمام جميع الأندية من أجل ممارسة نشاطها.
جدير بالذكر أن هذا الاتفاق استغرق أسابيع طويلة قبل التوصل لاتفاق عليه، حيث بذل كل من وليد أيوب وعلي أبو حسنين وعبد السلام هنية، نجل رئيس وزراء الحكومة المُقالة، وعدد كبير من الشخصيات التابعة للحركتين، جهداً وجباراً تطلب العمل المتواصل لساعات طويلة من أجل تقريب وجهات النظر بين طرفي الخلاف.
هذا ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تنظيم مؤتمر صحفي للإعلان عن انطلاق النشاط الرياضي في غزة، بعد التفرغ من تنفيذ بنود الاتفاق.