الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
كما وعدتكم خلال شهر رمضان في السلسلة الرمضانية التي تتحدث عن الأدب سنتطرق اليوم إلى الموضوع الثاني وهو الأدب مع الجيران.
المسلم يعترف بما للجار على جاره من حقوق وآداب, يجب على كل من المتجاورين بذلها لجاره وإعطاؤها له كاملة, وذلك لقوله تعالى: ( وبالوالدين احسانا ً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب ) ( النساء 36 ) ,
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ) وقوله : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) .
وتتلخص حقوق الجار بما يلي :
* عدم اذيته بقول أو فعل لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره) وقوله عليه الصلاة والسلام : (والله لا يؤمن والله لا يؤمن . فقيل له : من هو يا رسول الله ؟ فقال : الذي لا يامن جاره بوائقه )
وقوله : ( هي في النار ) للتي قيل له إنها تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها .
* الإحسان إليه , وذلك بان ينصره إذا استنصره , ويعينه إذا استعانة , ويعوده إذا مرض , ويهنئه إذا فرح , ويعزيه إذا أصيب , ويساعده إذا احتاج , يبدؤه بالسلام , ويلين له الكلام , ويتلطف في مكالمة ولده . ويرشده إلى ما فيه صلاح
دينه ودنياه , يرعى جانبه ويحمى حماه , يصفح عن زلاته , ولا يتطلع إلى عوراته , لا يضايقه في بناء أو ممر , ولا يؤذيه بميزاب يصب عليه , أو بقذر أو وسخ يلقيه أمام منزله , كل هذا من الإحسان إليه المأمور به في قول الله تعالى : ( والجار ذي القربى والجار الجنب ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) .
* إكرامه بإسداء المعروف والخير إليه لقوله عليه الصلاة والسلام : ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) وقوله لأبي ذر : ( يا أبا ذر إذا طبخت مرقه فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) , وقوله لعائشة رضي الله عنها لما
قالت إن لي جارين فالى أيهما أهدى ؟ قال : ( إلى أقربهما منك بابا ً) .
* احترامه وتقديره , فلا يمنعه أن يضع خشبة في جداره , ولا يبيع أو يؤجر ما يتصل به , ويقرب منه حتى يعرض عليه ذلك , ويستشيره لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في جداره ) وقوله عليه الصلاة والسلام : ( من كان له جار في حائط أو شريك فلا يبعه حتى يعرضه عليه )
أخيرا وليس أخرا اسأل الله أن يتقبل من الجميع صيام هذا الشهر الفضيل , سائلة الله تعالى أن يشفي مرضانا ويرحم موتانا ويهدينا على الصراط المستقيم وان يتوفانا على دين الإسلام وان يجعل آخر كلماتنا لا اله إلا الله محمد رسول الله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين