|
<table dir="rtl" width="97%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td> الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
لقد انحرفت الرياضة في هذه العصور المتأخرة، من كونها وسيلةً صحيحةً تربوية إلى مجموعة من المخالفات الشرعية والصور الجاهلية.
ومن تلك الرياضات: ما يسمى بكرة القدم، وما يتبعها من منافسات محلية ودولية. </td></tr></table>
|
إن في اهتمام المسلمين بحدث كأس العالم مفاسد لا تُحصى ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1- وقوع حبِّ الكافر ومودته وتعظيمه وتبجيله في قلب المسلم:
فيجري على لسانه مدحه والثناء عليه، ويتبع ذلك حمل صورته وتعليقها على
الصدر وفي المركبات والمنازل وطبعها في كراسات وحقائب وملابس.
2- تضليل المسلمين عن قضايا أمّتهم وشغلهم عن التفكير في
الاستعداد للجهاد: ففي وقت استبيحت فيه أمّة الإسلام وانتهكت حرماتها
واستهزئ بمبادئها ودُنّست مقدساتها وقُتل أبناؤها يسارع الكثيرون من أبناء
المسلمين في هذه الأيام إلى شاشات التلفاز عبر القنوات الفضائية، ليكونوا
صرعى وقتلى حربٍ أخرى على الإسلام والمسلمين. حربٍ صامتةٍ تقتل القتل
البطيء.
3- الصدّ عن ذكر الله تعالى والواجبات الشرعية: فكثير من
المتابعين لهذه المنافسات، ينشغلون بها عن الصلوات المفروضة ويتخلفون
بسببها عن الجماعة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سمع حي على
الفلاح فلم يجب فقد ترك سنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) [رواه
الطبراني بإسناد حسن عن ابن عباس]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((لينتهين
رجالٌ عن ترك الجماعة أو لأحرقنّ بيوتهم)) [رواه ابن ماجة عن أسامة بن زيد
وسنده صحيح].
4- تقديم القدوة السيئة الدنيئة للأطفال والشباب: وذلك عبر
تكثيف اهتمام أجهزة الإعلام بأولئك الرياضيين وتتبع أخبارهم ووصفهم
بالأسود والنجوم والأبطال، وكفى أولئك حِطَّة أنهم يلهون ويلعبون.
5- الوقوع في سب الدين والوالدين: فكثيراً ما تثير
الانفعالات بمباريات كرة القدم حفيظة المتابعين، فيقعون في السبِّ والشتم
واللعن المتبادل في سُعارٍ يمسُّ بعقيدة الشاتم والمشتوم معاً.
6- إثارة الكراهية والبغضاء والعداوة والشحناء بين المسلمين
لا على شيء: حيث أصبحت تلك المباريات مسعر حرب ووقود فتن وفتيلاً لإشعال
نيران العداوة والبغضاء، سواءً بين اللاعبين أو بين مشجعي الفرق
المتنافسة.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر
والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد
الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر
الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).
قال القرطبي رحمه الله: "فكل لهوٍ دعا قليله إلى كثيرٍ، أو
أوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه، وصدّ عن ذكر الله وعن الصلاة
فهو كشرب الخمر".
7- استعباد النفس والسيطرة على المشاعر: فهذه المنافسات لها
تأثيرها البليغ على نفسية اللاعب والمتفرج، حيث يتابعها المبتلى بها بنفسٍ
منقبضة وعضلات متشنّجة وأعصاب متوترة مما يؤدي إلى أزمات قلبية تنتهي
بوفاة المبتلى بها في الأعمِّ الأغلب.
فبناء على ما سبق وبعد استعراض القليل من مفاسد هذه
المباريات بالصورة التي هي عليها الآن؛ لا يَسَعُ طالب الحقّ إلاّ الإقرار
بحرمتها ودعوة الناس للعزوف عنها والترفُّع عن الاشتغال بها.
قال ابن القيم رحمه الله: "إذا تأمّلتَ هذه المغالبات
رأيتها في ذلك كالخمر قليلها يدعو إلى كثيرها، وكثيرها يصدُّ عن ما يحبه
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويُوقع فيما يُبغضه الله ورسوله، فلو لم
يكن في تحريمها نصٌّ لكانت أصول الشريعة وقواعدها وما اشتملت عليه من
الحِكَم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين توجب تحريم ذلك والنهي عنه"،
قال ذلك رحمه الله في زمانه، فكيف لو رأى منافسات هذه اللعبة في زماننا
هذا. ولا غرو أن القول بحرمة مباريات كأس العالم ومتابعة منافساتها هو
الأوفق لمقتضيات الشرع ومقاصده السمحة العادلة. والله تعالى أعلم.