عاجل / وفاة محمود درويش ..

محبو وعشاق محمود درويش يرثونه

14/08/2008 12:24:44

وداعاً نبيَّ الشِّعر ـ شعر : شاكر إبراهيم خطيب - شعب. مدخل: من الصعب جدا أن أقف اليوم لأقول كلمة رثاءٍ في عملاق من عمالقة الشعر الحديث فالمرثيُّ ليس إنسانا عادياً ..

إنه أحد أساطين الأدب ...إنه فيلق جبار من فيالقة الفكر ... هو جيشٌ هائلٌ جرار قاد الحروف بمهارةٍ فانسابت من حنجرته مكونةً بانوراما جميلة... بل هو أسطول غير عادي في بحر اللغة ...إنه محمود درويش .. وما أدراك من محمود درويش....
إنه الفلسطينيُّ الأنيق ذو الفكر العميق وصاحب الحس المرهف والرقيق الذي ركل بابَ التاريخِ ببسالةٍ فانفتح له على مصراعيه فهبَّ يمشي فيه منتصب القامة مرفوع الهامة...
إنه الشاعر الذي طوع بقلمه الكلمات فاستعبدها مكونا منها دررا يرصع بها تاريخنا المعاصر وصواريخ تحمي تراثنا ومقاومتنا من المتآمرين
فقد مزج ما بين السورة والصورة فجاءت سِوَرُهِ موشاةً بالصورِ الجميلةِ مخضبةً بالموسيقى العذبةِ معطرةً بعبير جليلنا الأشم تنفحُ أريجها ليصل جميع الناس.
ومزج أيضا ما بين السوط والصوت فبصوته خلق ألحانا مقاتلة ورفع سوطَهُ وصوتَهُ في وجه المتآمرين على حقوق شعبنا .
أيها الغائب الحاضر ... أيها البعيد القريب ... أيها الميّت الحي...لن نطلبَ منك الإعتذار لأنك لم ولن تعتذر عما فعلت ، لكننا بدورنا سنقدم لك الإعتذار لأننا مهما كتبنا من قصائد رثاء نشعر بأننا مقصرين ولا نوفيك حقك.

وداعا نبي الشعر
من عند أمريكا إلينا أبرقوا ** خبراَ تكاد له القلوبُ تُمزَّقُ
ينعون رمزاً للمكارم رائداً ** حرّاً أبيّاً في العلا يتألّقُ
فالعين تبكي حسرةً ومحبةً ** والقلب في بحر الكآبة يغرقُ
والشمس تعلن للسماء حدادها ** رحل الأبيُّ الواقعيُّ الفيلق
وكذا الكواكب تنحني هاماتها ** والشمس حزنا نورها لايُبرقُ
والطير أقسم أن يعاودَ صمتَه ** أسَفاً على رمز الفدى لا ينطُقُ
والوردُ يرفض أن يبثَّ عبيرَه ** والنحل بعدك أي وردٍ يعشقُ
وكذلك الأشجارُ تلعن حظها ** فالغصنُ ينقصُهُ الهوى لا يورقُ
ترثيك ذرات التراب برأفةًٍ ** كم كنت تهواها إليها تلصقُ
تبكيك أقلام العباقرة التي ** جعلت لواعج قلبها تتدفقُ
وكذا أساطين اللغات تودداً ** من فكركَ الوهاجِ ناراً أطلقوا
وكذا الجبال الشامخات تحسرا ** تبكي الذي باب المكارم يطرُقُ
بصمودِكَ المعهودِ طوَّعتَ الذي ** بابَ الأصالة والتآخي يخرُقٌ
قد كنتَ رمزاً للصمودِ وللفدى ** قد كنت سيفاً للعداوةِ تصعَقُ
***
يا ربنا المتعال بارك روحه ** واجعله بالحور الحسان يُطوّقُ
إبعث له الأمطارَ تروي رمسهُ ** وارفعه طودا في الأعالي يخفقُ
واغفر خطاياه بحسن صنيعه ** من مثلُهُ خيرَ المكارم يعشقُ
حقق أمانيه بوحدة شعبنا ** وثِّقْهُ نبراساً لنا لا يغسق
***
يا أمَ أحمدَ زغردي لشهيدنا ** سيظلُّ في شرياننا يتدفّقُ
ما مات من حمل اللواءَ بعزّةٍ ** ما مات ينبوع الهوى.. لا تقلقوا
إن الذي قاد اللغاتَ بحنكةٍ ** من فكره كلُّ الورى تتذوقُ
ستظلُّ تذكره البريةُ جمعُها ** يبقى كشمسٍ كلَّ يومٍ تُشرقُ
***
رمزي نصوحي ثم أحمدَ إخوتي ** معكم سنخطوا للعلا نتسلقُ
وإلى الزكيِّ اليعربيِّ عزاؤنا ** فيكم نرى فكر الشهيد يُحقّقُ
أمثاله فخرٌ لمجملِ شعبنا ** وبه يفاخرُ غربها والمشرقُ
ألقيت هذه الكلمة باسم وفد كتلة الجبهة في نقابة المعلمين عندما زار اهل الفقيد معزيا.

وداع الى الشاعر الكبير محمود درويش ـ بقلم : كامله سعيد ياسين ـ عرابة
ماذا يعني ان اموت منفيا يا اماه..
ماذا يعني ان اصلي الفجر معك واودعك ولا اعود..
وروحي متصدعة كخابية زيت فارغه مرمية في بيتنا فارغه ..
ماذا يعني ان تنتظر حبيبتي عودتي لاتزوجها ولا اعود ..
ماذا يعني ان لا اعود الى كتبي
ولضوء منديلي الخجل ولفراشي البارد وغطائي الممزق ..
ماذا يعني يا امي ان اذهب وادافع عن كرم زيتوني وعن حجر تعمد بدم الشهداء ..
ماذا يعني ان اخترق القانون وابدي رأيي ..
ماذا يعني ان انفي من وطني فلسطين ..
واعود اليك محملا على الاذرع يا امي شهيدا
لوطني شاعرا منفيا يرفع راية الفوز والافتخار ..
ماذ يعني يا امي ....؟
تعزية بوفاة الشاعر محمود درويش ـ بقلم : زاهر عبد الحي
نعزي شعبنا الحبيب في فلسطين والامتين العربية والاسلامية بوفاة الشاعر الكبير محمود درويش نسأل الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ، ويسكنك فسيح جناته وان يلهم أهلك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم . يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمنا وارحم أمة محمد رحمة كافة تغنينا عن رحمة من سواك اللهم اغفر لحيينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا كبيرنا وصغيرنا اللهم من احييته منا فاحييه على الإسلام . ومن توفيته منا فتوفاه على الإيمان . اللهم ارحم شاعرنا الكبير محمود درويش رحمة واسعة وتغمده برحمتك اللهم ارحمه فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك . اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك . اللهم انزل نورا من نورك عليه اللهم نور له قبره ووسع مدخله وآنس وحشته اللهم ارحم غربته اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة . لا حفرة من حفر النار .اللهم أغفر له وارحمه واعف عنه واكرم نزله اللهم ابدله دارا خيرا من داره . واهلا خيرا من اهله . وادخله الجنة بغير حساب . برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود الى جناتك جنات الخلود لا اله الا انت يا حنان يا منان يا بديع السموات والارض تغمده برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم اطعمه من الجنة واسقيه من الجنة واره مكانه من الجنة وقل له أدخل من أي باب تشاء اللهم ان اخانا في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وانت اهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم اللهم واسقه من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا تظمأ بعدها ابدا اللهم واظله تحت عرشك يوم لا ظل الا ظلك ولا باقي الا وجهك . اللهم بيض وجهه يوم تبيض الوجوه وتسود وجوه اللهم يمن كتابه اللهم وثبت اقدامه يوم تزل فيها الاقدام . اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والاخيار والابرار . اللهم اكتبه عندك من الصابرين وجازيه جزاء الصابرين . اللهم تقبل منه القليل وتجاوز عنه التقصير اللهم حاسبه حسابا يسيرا يا من هو ارحم من عباده بانفسهم ومن الام بولدها اللهم افتح له ابواب جنتك وابواب رحمتك اجمعين - اللهم اني اسالك يا حنان يا منان يا بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام.وداعًا محمود درويش ـ بقلم : محمد جمال ريان - كابول
سل ثرى الوطن: من زرع فيك بذور لحن الخلود؟ يجبك: أوتار درويش. سل الخروب في جرن البروة: من رواك من ينابيع الأنفة والإباء؟ تجبك: أحشاء درويش. سل البحر قبالة عكا: من لقنك عراك صهيلك وزبدك؟ يجبك: بساطة درويش. سل النهر من شرع لك انسيابك ومصبك، ومن ذا الذي جود فيك خريرك وهديلك؟ ينشدك: تراتيل درويش. سل الوليد من أبكاك دماء الثكلى ودموع الحيرى؟ يجبك: مقلتا درويش. سل الغائب في أرض المهجر: من همس في أذنك، مدغدغًا: حقنا يأبى النسيان؟ يجبك: بيان درويش. سل الأسير في غيابات الزنازين: من صيرك إلى الاعتزاز والشموخ؟ يجبك: هامة درويش. سل العجوز: من طيب حنينك لمذاق عبق قشور الحشيش والزعتر؟ يتنهد ويقل لك: خياشيم درويش. سل الكتاب: من حصنك بروح العلياء وصميم الغراء؟ يملي عليك: أنفاس درويش. عد وسل الثرى: من غير ريحك من نتانة الحيوان والأبدان إلى مسك الريحان والخيزران؟ نعاه: الجسد الطاهر تغمده الله في رحمته: الشهيد الشاعر محمود درويش

[size=12]درويش انهض - بقلم : رانية مرجية
انهض من رام الله انهض
غادر اللحد
قل كلمة
وتمرد على سكونك
قم يا درويش من قبرك
المؤقت واللا مقدس
وتمرد مرة وألفا وألف مرة
حبة خردل إيماني
فهل تتمرد
على موتك وتنتصر عليه الان
لنقول ربنا رب الحياة
لا الممات
ولا الشقاء
قم وعانق كرملك
ويافا
والرملة
وعكا
حاصر موتك حاصره
وعش الان
حرا
طليقا
بلا قيود
وبلا جوازات سفر
عش بكل المدائن معا
قم وغادر جسدك
وكن روح الحياة
الآتية
روح المقاومة

قم كما قام المسيح من قبلك
واكسر شوكة الموت
قم لساعات قليلة
وعانق البروة
عانقها
ليس هذا بمستحيل
وعش فيها من جديد
يا درويش عذرا
لأني لن أشارك المنافقين بنفاقهم
وكنت أنا فقط أنا
دون أقنعة
كما كان سميح القاسم هو هو
ومارسيل خليفة هو هو
وشقيقك احمد درويش هو هو
من أحق بك منا
رام الله أم الكرمل
أم البروة
قم وانتفض على الموت
وعلمه درسا جديدا
أن آن للشهداء أن يعيشوا من جديد
أينما شاءوا وكيفما أرادوا
أتذكر يادرويش قرية عين عريك
وبالتحديد استراحة الفلاحة فيها
وسر حبك للمكان
وللناس هنالك
الم تقل لي ذات صيف
أن الناس هناك يشبهون أهل قريتك
بطيبتهم بعنفوانهم بأكلاتهم الشعبية
وحتى بحشمتهم
بعد اليوم يا درويش
لن اطلب خبز الصاج من هناك
والمحمر والمسخن وعرق جبران
ولا الزيتون وزيته المبارك
وسأسمح لنفسي أن اجلس على مقعدك
لعلي استمد منه جرعات وجرعات
من المقاومة فالمقاومة والمقاومة
[size=12]بطاقة تعريف بالشاعر محمود درويش ـ نقلته : سخنينة بكل فخر
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-). تعليمه: اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة). حياته: انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر . اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو. شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك. وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969. جائزة البحر المتوسط عام 1980. درع الثورة الفلسطينية عام 1981. لوحة اوروبا للشعر عام 1981. جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982. جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983. شعره: يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل . بعض مؤلفاته: عصافير بلا اجنحة (شعر). اوراق الزيتون (شعر). عاشق من فلسطين (شعر). آخر الليل (شعر). مطر ناعم في خريف بعيد (شعر). يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص). يوميات جرح فلسطيني (شعر). حبيبتي تنهض من نومها (شعر). محاولة رقم 7 (شعر). احبك أو لا احبك (شعر). مديح الظل العالي (شعر). هي اغنية ... هي اغنية (شعر). لا تعتذر عما فعلت (شعر). عرائس. العصافير تموت في الجليل. تلك صوتها وهذا انتحار العاشق. حصار لمدائح البحر (شعر). شيء عن الوطن (شعر). وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات). توفي في 9اب 2008 بعد اجراء عمليه في القلب وتم تشيع جثمانه في ال13 من اب عام 2008 في رام الله وكانت تحوي الالاف من المشيعجين لهذا الشاعر شاعر فلسطين فرحمك الله يا ايها الشاعر العظيم رحمك الله يا محمود ررويش.
[size=12][size=12][size=12][size=12]رحيل الكبار ـ بقلم : بسمة الزيناتي ـ اللد
ليس بعد رحيل الكبار رحيل وليس بعد الموت حياة .. لا يكفي بان تكتب يدي سطوري على صفحات الم الزمان لا يكفي بكاء الكلمه على شاعر كان اعظم شعراء الدنيا لكن بما ان اتيت الى الحياة يوما سترحل يوما وداعا محمود درويش.
[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][b]انا يوسف يا أبي - محمود درويش ـ نقلتها : بنت تل السبع
انا يوسف يا أبي ,
يا أبي اخوتي لا يحبونني ,
لا يردونني بينهم
يا أبي يعتدون عليا بالحصا والكلام .
يريدونني ان اموت لكي يمدحوني
وهم اوصدو باب بيتك دوني ,
وهم طردوني من الحقل ,
وهم سمموا عنبي يا أبي ,
وهم حطمو لعبي يا أبي .
حين مر النسيم ولعب الشعر يغار وثاروا عليا
وثاروا عليك فماذا صنعت لهم يا أبي .
الفراشات حطت على كتفيا
ومالت عليا السنابل والطير نامت على راحتيا .
فماذا فعلت انا يا أبي ؟؟
ولماذا انا ,
انت سميتني يوسف وهم اوقعوني في الجب واتهموا الذئب ,
والذئب ارحم من اخوتي .
ابتي هل جنيت على احد عندما قلت اني رأيت احدى عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين .
عزاء للوطن ..
يا عربي يا فلسطيني مت في الغربة..
ولم تعد للوطن..
رحمة الله عليك يا محمود درويش.. [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]العاتية[/b][/size][/size][/size]

[size=12][size=12][size=12][size=12]ان مشيت في الشارع للشاعر محمود درويش ـ نقلها : فادي الكبهاوي
إن مشيت على شارع
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً،
كما ترجع القافية بلا خللٍ،
قُلْ لنفسك: شكراً!
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،
فاذهب غداً لترى أين كُنتَ،
وقُلْ للفراشة: شكراً!
إن صرخت بكل قواك،
ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟"
فقل للهويّة: شكراً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ وفرحتَ بها،
قل لقلبك: شكراً!
إن نهضت صباحاً،
ولم تجد الآخرين معك يفركون جفونك،
قل للبصيرة: شكراً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً! ليقول لك الربُّ: شكراً!
[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12]رثاء الشاعر محمود درويش ـ بقلم : منار شحادة ـ الناصرة
التاسع من آب... يوم أبت فيه الدموع إلا أن تنزف.. يوم أبت فيه الآهات إلا أن تصدح في سماء هذه الدنيا في كل شبر من هذه الأرض..
رحلت عنا يا درويش وتركت خلفك كلمة وذكرى وصورة في كل زاوية من هذه الأرض المسلوبة التي غنيت لها قصائدك..
رحلت عن قدسك الحبيب, عشقك الأول, الذي لطالما حلمت برؤيته حرا..
سرقك الموت منا فعدت إلى بلدك المحبوب كفنا متوشحا بألوانه. رحلت عنا ولم تتل لنا بعد قصيدة النصر فمن سيتلوها من بعدك...
رحيل جعل كفكفة الدموع مهمة شاقة لعمق مصابنا وكم حزننا, فصيرت المآقي ينابيعا تدفقت منها الدمعات رثاء لذاك الجسد الطاهر...
نعم, رحلت عنا جسدا لا روحا, فموت الجسد سنة الحياة, ولكن روحك ستبقى محيطة بنا مع كل صباح و مع كل رشفة قهوة...
سبعة وستون عاما... عمر ليس بالطويل ولكن مع كل يوم مر كبر إخلاصك وطغت وطنيتك على كل المشاعر, أعوام تشبثت فيها بقضيتك وقضية شعبك المظلوم!!
درويش يا أبا المناضلين, يا معلم الشعراء, يا رفيق القلم, يا سيد الكبرياء والكرامة, يا ابن القرية العزلاء المنسية ويا رجلا أحببناه حتى العشق...
ستمر قرون ودهور وأجيال وستبقى أنت شاعر المقاومة, صاحب القضية, ستبقى الفتى الفلسطيني العربي الذي نقشت أشعاره في وجدان كل أبناء الوطن...
وداعا.. سنودع هذا الجسد المسجى الموارى إلى الثرى, ولكننا سنفسح مجالا في قلوبنا لذكراك يا أمير الشعراء يا زعيمنا وزعيم العرب, ذكرى تجسد تاريخنا وكينونتنا..

[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][b]الجنة موطنك الرحب ـ شعر : محمد حسني عرار
الى روح فقيد الشعر العربي شاعر فلسطين الأول الراحل محمود درويش
رحمه الله
يا عجب عالرحيل
والفراق الصعب
يا عجب عالغريب
بين احبابه هالقلب
يا عجب تموت اطفال
واشعار من ذهب
بس انت باقي
في قلوبنا العرب
حنا الك اطفال
وابناء الغضب
حنا الك اوراق
شعرك عليها
انكتب
حنا رمز احلامك
وسواد يومك
يا رجب
قلي دوار او محتار
نسأل مطر وامطار
نقول دايم نحب
نحب الك اشعار
واقوالك في بلادي
عجب [/size][/size][/size][/size][/size][/size]
حبك يا سيدي
يا الدرويش وجب
اني اودعك برحب
بس عجبي عالدنيا
تاخذ خليلك بلهب
مثل الشعلة بميزانك
يا موت عليك العتب
تعيشنا المرة كابوسك
يومك الاسود يا
رجب
موتتك يا محمود
مثل الطعنة بالقلب
هي سكينة تمضيها
دموعنا ودموع الشعب
الفلسطيني يا العرب
الفلسطيني شاعرنا
يا العرب....
برحيله مات الحلم
الي عالصدر انكتب
بدم الفلسطيني انكتب
بدم الزيتون الاخصر
ودموع نسقيها بقِرب
لما نسلم امرنا
الك يا العالي
يا رب
الك يا رب
دمعنا سكابا
على شاعر
العرب
ياعجبي
من العجب
الموت خطفك
مثل الخفق
وبياض وجهك
العذب
باذن ربي
تكون الجنة
موطنك الرحب
(جلجولية )
[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12]وترٌ يُغَرّدُ في شَجَن ـ الى روح الشاعر الكبير محمود درويش ـ شعر : حنا سمور
عَرَفتكَ يا أخي
يا شاعر الآهاتِ والكلماتِ
والحبّ المغلّفِ بالحنينِ وبالأنين
عرفتكَ شاعر الحقِّ
وصوتُ الصّابرينَ
المُتعَبينَ النازِفينَ
القابضينَ على الحَجَر
عرَفتكَ شاعِرالتّجديدِ
جنّاتُ القصائدِ
سحرُ الأُغنياتِ
عُنوانُ التحدّي
شا********** النَّسَماتِ
جَلمودُ الثّباتِ
عَرفتكَ أبيضاً كالثلجِ
تسبحُ في الأراضي الناعساتِ
كزَهرِ الّلوزِ في وطني هنا
وهناكَ في أرض الشّتاتِ
عرفتكَ شاعر الشُّعراءِ
إبنا للوطن
كلّ الوطن
وَتَرٌ يُغرّد ُفي شَجَن
وأراكَ نورا
في عيون الأمهاتِ
عرفتكَ شاعرا يختالُ
في بستاننا الورديّ
يزرعُ فيه سنبلةً وورد الأُقحوانِ
ونَفحةً من روحِ إنسانٍ
يسافرُ حالماً بينَ القُلُوبِ
يزيدُها عشقاً لعشبِ الأرضِ
للرُمّانِ
للزيتونِ
لحجارة البِروَه
لأترابِ الطفولةِ
للأمل
للذّكريات
عرفتكَ يا درويشُ
مذ كنتُ صغيرا
كنتَ تأتي حاملاً
همّ القضية
قد عرَفتكَ ههنا
في قريةِ البُقَيعَةِ
في قريةِ الشُّعراءِ
في أرض الجليل
في المهرجانات التي
كانت تقامُ بساحة العينِ
وتحتَ التوتةِ الخضراء
جئتَ وكانت شعبةُ البوليسِ
قابعةٌ هنا
ووقفتَ تصدَحُ يا أخي
بقصيدكَ الرّنانِ
في وجهِ الجبانِ المُختفي
بين الزوايا المُظلمات
وأبَيتَ إلاّ أن تؤشرَ نحوَهُ
( سجّل انا عربي
ورقم بطاقتي خمسون الف
واطفالي ثمانية
وتاسعهم سياتي بعد صيف
سجل انا عربي )
فكانت هذه الكلماتُ
عنوانيَ
والنور الذي أهدى فؤادي
لطريق العزّ والمَجدِ
وصرتُ أعرفُ عندها
معنى الحياة
وأخيرا لك منّي
يا أمير الشعرِ
يا رمز الإباء
كل حبٍّ
لك الجنّه
ولنا صبر العزاء
رحلتَ يا محمودُ
يا درويشُ عنا بالجَسَد
تبقى القصائدُ في قلوب الناسِ
تبقى الرّوحُ
تبقى الذكريات
(البقيعة) [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
فارس العرب ـ بقلم الزّجال : محمد علي الصالح (أبو إلياس)
لَشَخْصك يا فارسنا احْتِرامي * فــؤادي منزلك بارقى إقامي
وعَ فْراقك عيوني تضل تدمع * من هـاليوم ليوم الـقـيامي
والأحْزان عمّت كل موقع * رايــات سـودا كانت الأعـلامِ
يا فلسطيني الفي شعرو أبدع * بمواقف بطوليّه واسـتقـامي
حروفَك يا مَلِكْ عَ الشَّعب تسطع * تشفي للبشر كل جرح دامي
وتاجك بالشعر ما حد ينزع * حتّى لَـوْ ذابت كـلّ الـعـظامي
ومرارات العيش رح ضل أجرع * تَ يجف دمعي ويخرسني كلامي
وتحيـّاتي لمحـمود أرفَـع * ملاكي يوصِّـل حروفي بسلامي
لأنّو بالقلب محتل موضع * بقصايد شاعت في كل حـاره
وروت شعبنا ياللّي كان ظامي
(يافة النّاصرة )
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/b][/size][/size][/size][/size][/size][/size]

رحم الله الشاعر الكبير و اسكنه فسيح جناته

مشكور يا فلسطين والله ما قصرت

مشكور جدا على متابعتك للموضوع و تشجيعك الدائم

صور وفيديو جديدة من المهرجان التأبيني لدرويش بالجديدة
موقع بانيت وصحيفة بانوراما
17/08/2008 18:44:21

ننشر لكم فيما يلي فيديو وصورا جديدة من المهرجان التأبيني الذي نظم امس بالجديدة للمرحوم الشاعر محمود درويش .

\

في رثاء محمود درويش ـ شعر : كمال ابراهيم

17/08/2008 03:51

أيْنَ غادَرْتَ
أيُّها الشَّاعِرُ المُعَتـَّقْ،
أيُّها الشَّاعِرُ المُجيدْ ؟
أيْنَ سَافَرْتَ
لِتَتـ**********كَ الحُلمَ
مِنْ دون ِ أنْ يَتحَققْ

[size=12][b][/size][/b]
وخَطَفـْتَ مِنْ بَيْنِنَا
بَيْتَ القصِيدْ.
نَمْ هنيئـًا، هناكَ
ولا تـَتـَوَجَّعْ
نَمْ وَترَنـَّمْ
في الأعالي يَحْلـُو النـَّشيدْ.
يَا فارِسَ الفـُرْسَان ِ
أكـْمِلْ مِشْوَارَكَ
هُناكَ
في صُحْبَة ِ الشُّعَرَاء ِ
ممَّنْ سَبَقـُوكَ
في رِحْلةِ التـَّجْديدْ.
أكـْمِل ِ المِشْوَارَ
هناكَ ستلقى
جُبْرَانَ ونازكْ
والبياتي وراشِدْ
قدْ فَرَشُوا
في دُرُوبِ الشِّعْر ِ وُرُودًا
بَعْدَ أنْ عانوا القـَهْرَ والتـَّشْريدْ.
نَمْ قريرَ العَيْن ِ
أيُّهَا الفارِسُ العَنيدْ
يا مَنْ نَثَرْتَ في حُقول ِ الشِّعْر ِ حبَّاتٍ
نَمَتْ سنَابِلَ مِنْ جَديدْ.
يَا فارِسَ الفُرْسان ِ
يا شاعِرَ الشُّعَراء ِ
نَمْ قريرَ العَيْن ِ وَلكنْ
هَلْ لكَ في أنْ تـُجيبْ ؟
بَعْدَ رحيلِكَ هذا
هَلْ تـَعُود
في هيْئَةِ شاعِر ٍ عتيدْ ؟.
(المغار 16 ، 8 ، 2008)

بوسة لشفاف اللطرون ـ شعر : سيمون عيلوطي

17/08/2008 03:47:38

(الى الشاعر محمود درويش.. بدون مناسبة ، وفي كل مناسبة)

احمل راياتك ارجع ابدا من هون
هاي الارض
الحلم
الوعد
بدونك لا طعم ولا لون
جيب بعبك وعد النجمي
وطن الكلمة
عشق الورد
وبوسي لشفاف اللطرون
***
رحلة عمرك بين البر البحر
ورعش البرد بليلك
في غربة كانون
زتتني بثلج الغربي
ببلادي ادور عن دربي
عن دقة قلبي عن حبي
بالبروة* داير مجنون
***
حملت بلادك لما وقعت
من شباك الدنيا بعيني
لا انت ركعت ولا هي ركعت
فزت تنده وينك ويني
اسود البدر
اصفر الفجر
وفلت من عنا لجنيني
شو رغرغ بالدمع الكون
***
حيفا حدفت موجي عندك
ماجت كرجت نطت حدك
طلت يافا توافي وعدك
عن وجناتي تلملم دمعك
ظلت تسرق غنوي منك
شو غناها هالحسون
ارجع النا
الارض
الورد المجد
الوعد بدونك
لا طعم ولا لون
(الناصرة)

معتصم عيّاش : أحن إلى خبز أمي؛ وقهوة أمي...

سمعت
يوماً أحدهم يقول: إن أجمل المشاعر تلك التي لم نبح بها لأحد قط، وسمعت
أيضاً أن أفضل الأيام تلك التي لم نعشها بعد ؛ لم تكن مجرد كلمات رتّبها
أصحابها ،

[b][size=12][/size][/b]
لتحقيق تناغم موسيقيّ
تنظمه قصائد الشعراء وتتغنى به حناجر المطربين والمطربات أو تبوح به ألسنة
الكتب والمؤلفات. بل قد أقول ان غصّة كتمان المشاعر أشدّ من غصّة البوح
بها في وضح نهارٍ لم نعشه بعد.
لذا كان حريّاً بي أن أفرش القرطاس
لقلمي للحديث عن أكثر المشاعر دفئاً والتي تدور في خلدي منذ تركت فلسطين.
فهل لي أن أخفض صوت المسير لقلم أدهشته العبرات - وإذ بها تمسح ما يكتب -
لأسمع نبض قلب كان له مع الخبز حكاية ... ومع القهوة رواية ... فكان حبّ
الأهل والوطن له بداية.
حكايتي والخبز...
ظهيرة
كل خميس؛ أتلذذ برائحة تتطاير لتزيل عن جبيني عرق ذلك اليوم، فكنت أحس
بعلاقة وطيدة لا تربطني بطعم رغيف من الخبز تعدّه أمي في ذلك اليوم فحسب
وإنما تعدّته لأحسّ بذلك الفن الخارق والذي ترسمه يد الحبيبة أمي، فكنت
أرى لوحة امتزجت ألوانها بطحين بلدي وتعب أمي فكانت غريبة التركيب تلك
العجينة. وما كان يضفي عليها جمالاً ورونقاً إعداد أمي لوجبة غداءٍِ لا
تستخدم أداة الملعقة فيها، فكنت أستلذّ بحضور وقت الرسم والعرض لتلك
اللوحة أثناء "الخبز والأكل" وعلى نقيض ما يحدث في المعارض الفنيّة والتي
لا نتابع إلا عرض اللوحات فيها رغم أننا قد لا ندرك حسّ الفنان عندئذٍ كيف
كان؟.
قهوة ولكنّها بمذاق خاص...
لك
الحق في أن تعجب إن عرفت بأني لست من هواة القهوة ولا شربها بل لا أشربها
قط. ولكنّها تلك اللحظات التي تحسّ برائحة البن تجمع قلوب محبيّها من أهلي
عندما كانوا يتبادلون الحوار في جلساتهم، وأشتم فيها رحيق مودة كانت
تضفيها الكلمات. وعليه كان لها حضور وبنكهة خاصة في أنفي لم تنفك تبرح
مكانها الآن وأنا على هذا البعد من تلك "اللمّات" الجميلة والتي لها ما
لها من بالغ الأثر في حياتي سيّما وأنا أعترف الآن بأني كنت على خطأ كبير
في كل لحظة لم أكن أشارك في تلكم الجلسات كوني الآن بالفعل مشتاق لكل ما
هو فلسطين، فكيف بي لا أعشق جلسات الأهل في فلسطين.
حضورٌ ... له ألم الغياب
كل
واحدٍ منا يحمل داخل نفسه حلماً أو طموحاً يطارد قريرته ولا يترك له إلا
التفكير بإحدى قناعتين لا ثالث لهما؛ فإمّا أن تكون هناك على قرب من أهل
وصحب وأحبّة وأرض- وطن قد يقول البعض انه لم يقدّم لنا شيئاً لنتمسك به
إلا أنه يكفي لكل واحد أن يخفق قلبه محبّاً لتراب الأرض التي كان لأقدامه
حسن حظ المسير عليها وقت ولادته رغم ظروف صعبة يعيشها الغالب إن لم يكن
الكل قد عانى منها، فهذه سنّة الحياة باتت تداعب جميع من فيها، وإمّا أن
نكون هنا- في غربة- وعلى بعد لا يستوعبه عقل ولا يستهويه فؤادٌ ولا تعتريه
إلا مشاعر الحزن والألم بجفاف محتمل لنهر من مشاعر المودة والتي لم يكن
للظروف أن تسحقها، فكان حريّاً بنا أن نروي زهرة أحلامنا بترانيم "أحنّ
إلى خبز أمي... وقهوة أمي" لشاعرنا المرحوم محمود درويش فتعزفها أوتار قلب
آمن بأن الحياة معركة لا يتنصر فيها إلا من لا يعرف الكتابة عن تلك
المشاعر إلا في تلك الأيام والتي لم نعشها بعد.
(دبي)

د. احمد موسي سلامة :عذرا محمود .. سامحني

لم
تكن مهمة الكتابة عندي بالمهمة العادية .. فانا أقف أمام حقيقة صعبة ترددت
كثيرا عندما قررت أن أكتب شعوري وإحساسي وعاطفتي لأستاذي ومعلمي الذي
تعلمت منه الكثير ،

وحفظت كلماته وأنا في
الصف الأول الابتدائي حيث كانت مناظراته مع سميح القاسم ورسائله الينا
بمثابة النبراس الذي نسترشد منه ودليلنا للثورة وعنواننا للوطن وطريقنا
نحو الحرية ..
كم كانت قصائده بمثابة منشورات توزع علينا ونتناقلها
بسرية تامة حيث كان ممنوع ان نتداول كتبه وقصاصات أشعاره وحرمت غزة التي
تخضع للاحتلال الإسرائيلي من متابعة أي إصدارات جديدة للشاعر محمود درويش
, فكم كانت كلماته لهيبا للانتفاضة الشعبية والإعداد الوطني والتربية
والتنشئة الثورية .
انها أيام مضت , ما أجملها وما أقساها على أنفسنا
, جميلة لأنها تحمل معنى الأخوة والانتماء لفلسطين الأرض والشعب والقضية ,
وقاسية على أنفسنا لأنها تعود بذاكرتنا الى الجندي القاتل الذي أراد أن
يقتل كل ما هو جميل في حياتنا , نتمنى أن تعود لأنها أفضل مائة ألف مرة من
هذه الايام التي نحياها في غزة الحبيبة الأسيرة المختطفة والتي أصبحنا
فيها رهائن ومجرد أرقام .. وأصبح عندنا القاتل هو فلسطيني والمقتول هو
فلسطيني أيضا.. فهذا الزمن المهزوم فينا هو ليس لنا .. ليس زماننا .. انه
زمن الغدر والانكسار .. انه زمن الهزائم .. زمن ممنوع فيه أن تحلم ..
وممنوع فيه أن تقرأ الصحف .. وممنوع فيه أن تتنفس الهواء أو تخرج في نزهة
خلوية أنت وأطفالك أو حتى تفكر في لون السماء ومتى سيسقط المطر في الصيف
.. ممنوع فيه أن تعرف الأرصاد الجوية .. أو تبحث عن رغيف خبز ورشفة ماء .
لقد رحل درويش .. وبقيت في داخلي ثورته التي لن ولم تمت أبدا .. واعترف
الآن بأن رحيل حبيبي وصديقي وأستاذي محمود درويش هو الذي حرك في مشاعر
الكتابة .. وما كنت اكتب او أحاول الكتابة الا من أجل ان أكون وفيا
لأستاذي ومعلمي محمود درويش فكرا وثورة وممارسة الذي طالما كسر خوفي
وعلمني أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة .
لقد أصبحت مهمة الكتابة في
أيامنا هذه مهمة صعبة وأصبح قلمي جبانا ويرتعش خوفا من سطوة الجلاد
وبساطير الموت .. وأصبح الخوف هو المسيطر والمهيمن على أفكارنا .. فالقتل
ليس له أي ثمن في شوارع غزة والتهمة سهلة جدا والوصفة أصبحت جاهزة فيكفي
أن تكون فلسطينيا لكي تقتل او تشوه جسدا وتحطم روحا وتسجل رقما في سجلات
القتلى ومقابر الظلمات في ظل أنغام الأمن والوحوش الكاسرة الهادرة التي
تنساق وراء الشهوة اللذيذة لممارسة القتل .
في غزة تشعر أنك في مدينة
أشباح مدينة موت والموت هنا لا يعني الا أن تكون جثة مجهولة الهوية
والعنوان .. نحن في غزة موتى أحياء ننتظر القرار أو أحيانا بدون قرار ,
فيكفي أن يضغط على زناد الرشاش لينال منك برصاص الحقد الأعمى او يشوه جسدك
ووجهك وتقلع عيناك وفي أغلب الأحيان تجتمع كل أصناف الموت في جثة واحدة ,
ولتكون الضحية الجديدة في زمن الموت الجديد .. في زمن الموت الرخيص .. يا
الله .. يا الله ما أرخص الموت في بلادي .. ما أبشع أن تموت مرتين .. مرة
وأنت تحاول قراءة الفاتحة على روح من سبقوك .. ومرة وأنت تتأمل بشاعة
الموت البطيء من حولك.
نم واسترح حبيبي محمود لا تفكر أبدا في تلك
الجدلية التي لا معنى لها في تاريخنا والتي هي خارجة عن نصنا وروحنا
وهويتنا وعنوان دولتنا .. لا تفكر ابدا في قتل الجملة في غزة ، فغزة مهد
العزة منهم تبرأ .. وغزة التي أحببتها ستنتفض على عصابات ابا جهل وتثأر
للطفل الذي لم يولد بعد.
انها لحظات الألم التي نعيشها والحسرة التي تلاحق هزائمنا .
فيا غزة الحبيبة ويا معشوقتنا الجميلة .. يا غزة هاشم .. يا بوابة الشرق
.. اليوم يرحل محمود وتبكيه غزة ألما وحسرة ويرحل كل شيء جميل سكن في
مدينتنا الجميلة .. ولم يبقى فيها الا الغربان وأصوات البوم .. وغزة التي
كانت أسطورة تاريخنا ..انتفاضتنا .. وحكايتنا .. ستنهض من جديد .. تنهض من
الحلم الواعد , ومن أزقة الصبر , من بين الآهات ستنهض .. فهم لن ينالوا من
غزة التي ترفضهم ولم يبقى لهم سوى الهزيمة فهم تناسوا يا محمود أن المنتصر
في معركتهم هو المهزوم .. وتناسوا أننا نحن المهزومون سننتصر بقوة حقنا
وارادتنا لأن على هذه الأرض الحبيبة ما يستحق الحياة يا شاعر الحياة .
لقد رحل شاعر الحياة محلقا فلا تحزن أبا عمار فاليوم هو يوم محمود , سيسرد
عليك قصتنا وحكايتنا .. يوم أن قرأنا الفاتحة على قبرك متعاتبين .. ويوم
أن كفروا وارتدوا وكانوا من عصر مسيلمة وهولاكو وأبي لهب.. ويوم أن ذبحوا
غزة نحرا ومنحورين .
أرجوك يا محمود أن تسامحني ان حملتك رسالة لأبا
عمار فهو صديقك ورفيق دربك وكم هو أحبك لأنك فلسطيني الهوية والعنوان
والرؤية والحقيقة والهدف .. ولأنك من هذه الأرض الطيبة تشكلت منها وشكلتنا
وكنت الفلسطيني الأول الذي تقدم وكتب آيات الانتصار .. باسم الله باسم
الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين .. هذا هو أنت يا محمود
وهذه هي كلماتك مؤمنا بالثورة ومؤتمنا على فلسطينيتك التي ستبقى لحنا
خالدا عبر التاريخ .
سامحني حبيبي محمود ان ياسر عرفات هو قلق علينا
الان ويبكي دما وحرقة على ما حل بنا فأقسم يا محمود أن غزة ستكون لنا
لأنها فينا .. أقسم ان غزة لن ترحل .. فكلهم سيرحلون وهي باقية طالما
بقينا .. فأقسم يا محمود أن فلسطين تكبر ودولتنا تكبر وحلمنا يتحقق رغم
قتل اطفالنا ومعاهدات السلام وأسرانا في سجونهم , انها معادلة البطش
والابادة فهم يريدون ان نكون موتى لأن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت
, انهم يا محمود لم يدركوا بعد حقيقة قوة موتنا فموتنا يوحدنا , فامض في
نومك عميقا وارحل الى عالمك فها نحن اليوم كتبنا تاريخا لن نحيد عنه ,
وحققنا وعدا قطعناه على أنفسنا بأن تبقى أنت فينا طالما نحن أحياء .
لا تخف يا حبيبي لا تخف يا محمود أرجو أن تستريح لأن علم فلسطين بألوانه
الأربعة سيبقي هو الأعلى .. لأنه هو الوطن الذي حلمنا به وعشنا معا من
أجله فلن تسقط رايتنا ولن تهزم إرادتنا وسنكسر حواجز الخوف وننتصر لغزة
فنم قرير العين يا حبيبي نم واسترح .

مشكووور
على حضورك الدائم